Kafar Birem

كفر برعم כפר ברעם

كفر برعم الارض والانسان

تلاقي البشر وصيانة الحجر في كفر برعم

الجمعة, 01 حزيران/يونيو 2012 18:05 الناطق بإسم لجنة اهالي كفر برعم
طباعة

اهلنا البراعمة، تحية محبة وبعد،

منذ قرابة سنة نعيش مع كفر برعم جوًا غير عادي، ازداد فيه التواصل والتلاقي، ومعهما نمى الحنين وتعاظمت المعرفة. في هذه الفترة تمَّ انتهاج سياسة جديدة - قديمة، تهدف الى توثيق الرباط في كفر برعم انسانًا وارضًا، فتمحورت النشاطات حول ربط البرعمي بأخيه البرعمي من جهة، وربطهما من جهة اخرى ببرعم حجرًا وشجر، والتزامهما لبرعم بان حجرها وشجرها وهياكل بيوتها/بيوتهم ستعود عامرة شامخة، فحلم البرعمي بالعودة لم يتحقق بعد، ولكنه آتٍ كبزوغ الفجر لا محالة.

بدعوة من لجنة اهالي كفر برعم لأيام عمل في كفر برعم تقام في نهاية كل اسبوع امتدت على مدى شهر حزيران من سنة 2011، استجاب عدد كبير من ابناء كفر برعم، واخذ العدد يتزايد اسبوعيًا، فتلاقى البراعمة معًا فوق ثرى كفر برعم وبين هياكل بيوتها وفي طرقاتها، فتقاربوا، وتقاسم الشباب والمسنون الذين قدّموا بسخاء حكايا البيوت واهلها، فأخلى العشبُ الطرقَ للأطفال يسيرون فيها توصلهم الى بيوتها آمنين، يلقون التحية على كل حجر من حجارتها ما زال يعبق بعرق ابائهم واجدادهم يوم رفعوها مدماكًا فوق مدماك، حتى صارت كفر برعم الحجر.

على مدى خمسة ايام (يوم واحد في نهاية كل اسبوع) قام البراعمة بفتح الطرقات الرئيسية، ومعظم الأزقة الفرعية في القرية، واصبح الوصول سالكًا الى كل بيت وساحة، وبدت القرية حيّة عامرة بطرقاتها، وبأهلها وبضيوفها... باب وشباكان .... كما كانت من زمان.

جاء صيف 2011 واسعًا رحيبًا، استقبلت فيه كفر برعم اهلا وضيوفًا كثيرين، وعادت طرقاتها من جديد تهلل "خبطة قدمكم عَ الأرض هدارة انتو الأحبة وإلكم الصدارة"، وعادت تستقطب زائريها/ضيوفها من كل حدب وصوب، مرحبة "للضيف مفتوحة منازلنا"، فاستقبلت عشرات من مجموعات الزائرين، والمئات من الافراد الذين جاءوا يقصدون زيارتها.

مع اواخر الصيف الجليلي بلياليه الباردة، شرع الاهل والزوار بالعودة الى اعمالهم في مطارح بعيدة، وعاد الطلاب الى مقاعدهم الدراسية، واستأنف الجامعيون دراستهم، واخذ عدد الوافدين الى زيارتها يتراجع، ولكنهم لم يتركوها وحدها، واستمر يأتيها يوميًا من كانت طريقه اليها قصيرة، واسبوعيًا يأتيها كاهن ومصلون، وبقي عدد من شبابها "يرعى" طرقاتها ويرصد هياكل بيوتها، فبعيد سقوط المطر الاول بأيام قاموا "بإقناع" العشب ان يترك طرقاتها هذه السنة، وان يبقيها مسارًا آمنًا للناس ومسلكًا مفتوحًا لطفل يمرح في طريقه الى بيت جده هناك. نجح الشباب في المهمة واعادوا الكرة أكثر من مرّة، فقد اعتادت الاعشاب على غياب اهلها، فغطت الدراج وسكّرت الأبواب في الماضي، فلا بد من تذكير العشب بان "رجعتنا قريبة".

مع موسم غرس الاشجار الذي تأخر قليلا بعد شتاء 2011 - 2012 بسبب امطار الخير التي سقطت هذه السنة، دعت لجنة اهالي كفر برعم ابنائها الى يومي الشجرة البرعمي، حيث قام البراعمة ولجنتهم بإحضار اشتال الزيتون وقاموا في اواسط اذار 2012 بزرعها في تراب كفر برعم وبين هياكل بيوتها، حيث اخذ من شاء من ابناء كفر برعم "شتلة" زيتون وغرسها في ساحة بيتهم، وحتى انه تمَّ غرس عدد من الاشتال في ساحات ومواقع بيوت غاب اهلها وبَـعـُد مشوارهم الى خارج حدود الوطن، فباسمهم غـُرست اشتال على امل ان يعودوا يومًا لالتقاط حبات الزيتون منها.

لم يمر هذا الحدث بسلام على اشتال الزيتون، ولم يكن ما اصابها مفاجئة لنا، فقد اعتدنا على ان يد الغدر ستمتد اليها عاجلا ام آجلا، فبعد اقل من اسبوع اقتلعت تلك اليد عددًا كبيرًا من الاشتال، ووضعت نفسها حاميًا "للقانون"، واعتبرت ما قامت به عملا بطوليًا. ان تلك "البطولات" لا بد لها ان تزول وتختفي كما زالت من قبلها اعمال اشد دناءة.

الالم الشديد لما حدث، لم يثن من عزيمة البراعمة، وقرروا القيام بزرع اشتال اخرى من جديد، وقد انتشر الخبر في وسائل الاعلام المحلية، ووصل الى مسامع السيد رتيب خالد محاميد، صاحب مشتل "هجيفن" في عين جرار/أم الفحم، فتبرّع بعدد كبير من اشتال الزيتون بدل الاشتال التي اقتلعت، ليتم زرعها من جديد في تراب كفر برعم، وهذا ما كان.

دعت اللجنة ابناء كفر برعم الى القيام بغرس الاشتال من جديد، ومما جاء في الدعوة: "...... كما تذكرون إننا، أبناء كفر برعم، قمنا بتاريخ 17/3/2012 بزرع عدد من أشتال الزيتون، في ساحات بيوتنا وبين أنقاضها، وذلك إحياءً لتقليد اتبعه اهلنا قبل التهجير، وفيه من الرمزية ما هو ابعد من مجرد غرس شجرة، وفيه من التربية لأجيالنا الصاعدة، معنى الارتباط بالأرض والتجذر فيها. .... إصرارًا منّا على البقاء، وإصرارًا على العودة الى أرضنا وبيوتنا وتاريخنا وثقافتنا، لنبني فيها مستقبلا وثقافة محبة وكيان، قررت لجنة أهالي كفر برعم معاودة زرع أشتال زيتون جديدة لتأكيد حق وإصرار وتمسك أبناء كفر برعم بحقهم الطبيعي والشرعي في كفر برعم ...... لذا ندعوكم للمشاركة في غرس اشتال الزيتون من جديد في تراب كفر برعم، يوم السبت 14/4/2012 الساعة الثانية عشرة بعد القداس مباشرة.

لم تنجو الاشتال الجديدة من اعتداء اليد الآثمة فطالتها اقتلاعًا وتكسيرًا، ولم ينجو منها إلا القليل.

بعد ان اصبحت الطرق الرئيسية الواصلة الى البيوت سالكة بفضل كشفها وتنظيفها من العشب الذي غطـّاها في صيف 2011، وبعد ان "اقنع" الشبابُ العشبَ ان لا يسدها من جديد، وبعد أن حمل الاجداد والاباء ابنائهم الى البيوت التي كانت ... الى ملعب الطفولة، شجعت اللجنة الاهالي على اعادة كشف هياكل بيوتهم التي "تركها الدلف مفروشي جــــور، والعقد فسّخ والشتي عرّا الحجار، والعشب فيها نبــّت داير مدار"، فقام بعض ابناء كفر برعم بكشف وتنظيف بيوتهم من جديد، ويذكر الاهلون الذين قاموا بمثل هذه الخطوة، بأن لعملية التنظيف هذه التي جمعت الجد والاب والحفيد، مردود تربوي عائلي قل مثيله في المناسبات الاخرى التي اجتمعت فيها العائلة، وقد شعر الاجداد انهم نقلوا الوصية ليس للأولاد فحسب، بل الى الاحفاد، وكأن حالهم يقول: "يا بني بلادك صلاة للحب صليها ...... ولو عليها تقلت الحملات و شي عين غدر اطلعت فيها،..... متل الأسد خليك بالحزّات صرخة بطل عالكون وديها ....... يا بني السما تضحكلك وتحميك و تضل درب العز تمشيها....... وكلّ شـــــبر بندر من الأوطان أرضك لابنك بس خـــــلّيها".
هذا وتنتهز لجنة اهالي كفر برعم، هذه المناسبة لدعوة ابناء كفر برعم للتطوع بأيام عمل للقيام بعملية قطع الأشجار التي ساهمت في تداعي جدران بعض البيوت وكشف وتنظيف بيوتهم من الاعشاب الضارة، وجعلها صالحة كي يزورها الابناء والاحفاد، ليتعرفوا عليها وعلى حكايا الماضي التي عاشها الاباء والاجداد.

انا من كفر برعمامرونا بمغادرة كفر برعم ل 14 يوم، وطالت الأيام فصارت


يوما