Kafar Birem

كفر برعم כפר ברעם

كفر برعم الارض والانسان

رسم يارا اندراوس

المدخل

كفر برعم قرية عربية مسيحية جليلية، دخلتها القوات الإسرائيلية في أواخر شهر تشرين الأول من سنة 1948، وعند منتصف تشرين الثاني من نفس السنة أُمر سكانها بمغادرتها لمدة أسبوعين، وما زالوا مهجّرين في وطنهم. وقد صودرت أراضيهم ودُمرت قريتهم سنة 1953. وما زالت السلطات الإسرائيلية تُصر على منع المهجّرين من العودة إلى قريتهم وأراضيهم.






المقدمة

كانت كفر برعم قرية صغيرة في شمال الجليل الأعلى الأوسط، تقع على بعد 4 كم جنوب الحدود اللبنانية الإسرائيلية، عمل غالبية أبناؤها العرب المسيحيون بحراثة أراضيهم والعيش من خيراتها، يعيشون بسلام مع جيرانهم، خلال 400 سنة من الحكم التركي وتسعة وعشرين سنة تحت الانتداب البريطاني على فلسطين.

عندما احتلت القوات الإسرائيلية قرية كفر برعم في 29/10/1948 أصر الأهالي على البقاء في بيوتهم وفوق أرضهم ومواصلة حياتهم العادية.

بعد أسبوع من احتلال كفر برعم (في 7/11/1948) حضر إلى كفر برعم موظفان من مكتب وزارة الأقليات الإسرائيلية وقاما بإجراء إحصاء سكاني، وتمَّ تسجيل جميع أبناء كفر برعم الذين تواجدوا ذلك اليوم في كفر برعم، على أنهم مواطنو الدولة الجديدة.

بعد مرور ثلاثة أسابيع على احتلال القرية (بعد أسبوعين من الإحصاء السكاني)، أُمر الأهالي وبحضور وزير الأقليات بمغادرة قريتهم بشكل مؤقت وبضمانة رسمية لعودتهم إليها بعد أسبوعين، وترك الأهالي قريتهم إلى قرية الجش المجاورة.

بالرغم من الوعود المتكررة التي قدمتها الحكومة والرسميين في إسرائيل، بما في ذلك رئيس الوزراء الأول ووزير الأقليات والشرطة، والمستشار الرسمي لشؤون المسيحيين، لم يستطع مهجرو كفر برعم العودة إلى قريتهم، ومع مرور الأشهر أصبح واضحًا بأن الحكومة الإسرائيلية لا تنوي السماح لأبناء كفر برعم بالعودة إلى قريتهم، وأن الوعود التي يقدمها ممثلو الدولة لم تحقق العودة.

كمواطنين في دولة إسرائيل، رفع مهجّرو كفر برعم دعوة إلى محكمة العدل العليا في سنة 1951 لاستعادة حقوقهم، وقد ادعت الحكومة أن المنطقة التي تقع فيها كفر برعم هي "منطقة عسكرية مغلقة"، وقامت بنشر إعلان بذلك يشرّع بشكل تراجعي ما قد تمّ بشكل غير قانوني، حيث قامت في شهر1951/11 بإصدار أمر لأبناء كفر برعم بمغادرة المنطقة العسكرية المغلقة (كفر برعم)، مع العلم أنهم قد غادروها فعليـًا في 20/11/1948 على وعد والتزام رسمي بعودتهم بعد أسبوعين، وقد أصدرت المحكمة قرارها في 18 كانون الثاني 1952 جاء فيه: "يحتاج المدّعون كي يعودوا للقرية إلى تصريح خاص من الحاكم العسكري". لم يعط الحاكم العسكري تصريحـًا من هذا النوع حتى هذا اليوم.

قامت الحكومة في شهر آب 1953 بمصادرة أراضي المهجّرين وأعطت قسمًا منها إلى المستوطنات الإسرائيلية الجديدة.

وفي الشهر التالي، (16-17 أيلول 1953) قامت القوات العسكرية بقصف ونسف القرية بالديناميت أمام عيون أبناءها وهم ينظرون لما يجري من موقع قرب قرية الجش. عُرف فيما بعد باسم "المبكى".

كان وما زال أبناء كفر برعم يأملون تنفيذ الوعد الذي أعطي لهم منذ أكثر من ستة عقود، وخلال السنين الطويلة ما زال أبناء كفر برعم يطالبون بالعودة، وقد بحثت كل الحكومات المتعاقبة مطلبهم، ولم تنف أي سلطة في إسرائيل وعلى مدى 63 سنة حق أبناء كفر برعم بقريتهم وبيوتهم وأراضيهم، ومن جهة أخرى لم تجروء أي حكومة من اتخاذ قرارًا بإعادتهم، وما زالوا ينتظرون حتى يومنا هذا.

انا من كفر برعمامرونا بمغادرة كفر برعم ل 14 يوم، وطالت الأيام فصارت


يوما